Minggu, 25 Oktober 2015

كيفية الصلاة الصحيحة



إسم الكتاب : السراج المنير في مقامات سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .

المؤلف : أستاذنا و مربى أرواحنا فضيلة الشيخ عبد السلام على شتا.

الطبعة الثانية : في مطابع القدس الإسكندرية المندرة القبلية شارع الدكتور النبوى المهندس.

تلفون : ٣٢٢٤-٧٨_ ٠١٢٤٩٦٢٨٠٢

تحت عنوان : "الأسوة الحسنة في العبادات". وبعد
  

و أول أركان العبادات بعد الشهادتين الصلاة

 ١. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن كانت كاملة فقد أفلح وأنجح ، فإن انتقص من فرضه شيئا ، قال الرب عز وجل : انظروا هل لعبدى من تطوع، فيكمل بها ما نقص من فرائضه، ثم تكون سائر أعماله على هذا". رواه أصحاب السنن

 ٢. و إنما خص النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة بالسؤال عما يسأل به العبد أول ما يسأل من عمله، لأنها عماد الدين، و بها تتحقق الاستقامة التى ينتهى بها العبد عن الفحشاء و المنكر، و استقامة القلب و الجوارح هي قوام الإنسان و ميزانه. فالصلاة هي معراج العبد إلى الله، و نوره الذى يستبين به الطريق إلى الله و هي صلة الوصل بين العبد و ربه، و هي مناجاة يناجى بها ربه شاكرا ذاكرا فاكرا، و متى أصلح العبد ما بينه و بين الله، و أصلح الله ما بينه و بين خلقه. و الصلاة و سائر العبادات و الطاعات لا ترفع إلى الله إلا إذا تأسى العبد فيها بالأسوة الحسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال : "صلوا كما رأيتمونى أصلى". رواه البخاري.

٣. و للصلاة أركان لا تقام إلا بها ألا و هي : تكبيرة الإحرام، و قراءة الفاتحة، و القيام و الركوع و السجود، و الجلوس للتشهد الأخير، و السلام على اليمين. و سنن لا تتم إلا بها ألا و هي : رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، و قراءة ما تيسر من القران فى الركعتين الأولى و الثانية بعد الفاتحة، و قولك " سبحان ربي العظيم"، ثلاثا فى الركوع، "سبحان ربي الأعلى" ، ثلاثا فى السجود، و الجلوس للتشهد الوسط بعد الركعتين الأولى و الثانية، و السلام على اليسار. و جملة القول أن كل أفعال المصلى فى صلاته فرض إلا ثلاثة : هي رفع اليدين عند تكبيرة الاحرام و الجلوس للتشهد الوسط، و السلام على اليسار، فإنها سنة. و كل أقوال المصلى سنن إلا ثلاثة و هي تكبيرة الإحرام، و قراءة الفاتحة، و السلام علي اليمين، فإنها فريضة

٤. و كما أن للصلاة أركان و سنن، فلها ستة شروط لا تصح الصلاة و لا تقام إلا بها، ألا و هي : طهارة البدن و طهارة الثياب، و طهارة المكان، و ستر العورة، و دخول الوقت، و استقبال القبلة

٥. كذالك فإن الصلاة لا تقام صحيحة تامة إلا بالخشوع الذى يقتضى من المصلى اجتناب ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم : مثل العبث بالثياب و الشعر، و الإلتفات فى الصلاة فإنه هلكة، و وضع اليد على خاصرته، و تغطية الفم، و السدل و هو إدخال اليدين  في كم الثياب، و الصلاة بحضرة طعام، و الصلاة مع مدافعة الأخبثين البول و الغائط و نحوهما مما يشغل القلب، و التلثم و هو تغطية الوجه، فإن كل ذلك ينافي الخشوع في الصلاة، كما ينافي الخشوع كذالك عدم إتمام القيام و الركوع و السجود فيصليها كنقرة الديك، و مما ينافي الخشوع كذلك الإقعاء كإقعاع الكلب و هو أن يجلس على وركيه رافعا ساقيه على الأرض، و مما ينافي الخشوع افتراش الذراعين على الأرض عند السجود

٦. و نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن الصفن و الصفد، فالصفن المنهي عنه هو أن يرفع رجلا و يضع الأخرى على الأرض في الصلاة ، و الصفد هو أن يقرن القدمين، بل عليه أن يفرج بينهما، فيجعل بينهما فرجة. و نهى النبي صلى الله عليه وسلم كذلك عن رفع البصر إلى السماء أثناء الصلاة و قال : "لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لتخطفن أبصارهم". رواه مسلم

٧. و على المأموم أن يتابع الإمام فى صلاته فلا يرفع من ركوعه و سجوده قبل أن يرفع الإمام، فإنما جعل الإمام ليؤتم به، لقوله صلى الله عليه و سلم : " إنما الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، و لا تكبروا حتى يكبر، و إذا ركع فاركعوا، و لا تركعوا حتى يركع، و إذا سجد فاسجدوا، و لا تسجدوا حتى يسجد". رواه أحمد و أبو داود

٨. وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام، أن يحول الله رأسه رأس حمار، أو يحول الله صورته صورة حمار". متفق عليه

٩. و قد علم النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أساء في صلاته، حيث لم يطمئن في أدائها فقال له : " إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القران، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها". متفق عليه

١٠. فالطمأنينة فى الصلاة فرض، لا تصح الصلاة إلا بها، و المراد بها المكث زمنا ما بعد استقرار الأعضاء، و أدناها قدر تسبيحة، و إلا كان على المصلي إعادة صلاته، فقد رد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي لم يطمئن فى صلاته و قال له : "ارجع فصل فإنك لم تصل". متفق عليه

١١. و قال صلى الله عليه وسلم : "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته" ، قالوا : يا رسول الله، و كيف يسرق من صلاته؟ قال : " لا يتم ركوعها و لا سجودها". رواه أحمد و الطبراني عن أبي قتادة

١٢.  و قال  صلى الله عليه و سلم : "لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه فى الركوع و السجود". رواه أبو داود و الترمذي و النسائي

١٣. و السكينة و الطمأنينة سنها لنا النبي صلى الله عليه و سلم

١٤. كذلك عند التوجه إلى الصلاة، عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إذا أتيتم الصلاة فأتوها بسكينة  و وقار، و لا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، و ما فاتكم فأتموا". متفق عليه

١٥. أي ما فاتكم خلف الإمام فى صلاة الجماعة فأتموه

١٦. و الهيئة التي ينبغي أن يكون عليها المصلي في صلاته إنما يتم بها الخشوع فى الصلاة على النحو الاتي : اا√اا

١٧. فالمصلي في قيامه يضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره أو فوق السرة و تحت الصدر، ، و بصره ألى موضع سجوده. و فى ركوعه يضع راحتيه على ركبتيه، و أصابعه منشورة موجهة نحو القبلة على طول الساق، و أن ينصب ركبتيه ولا يثنيهما، و أن يمد ظهره مستويا، و أن يكون عنقه و رأسه مستويين مع ظهره كالصفيحة الواحدة، فلا يكون رأسه أرفع و لا أخفض، و يقول : "سبحان ربي العظيم" ، ثلاثا، و له أن يزيد إلى سبعة أو عشرة إن كان منفردا، أما الإمام فلا يزيد عن ثلاث، ثم يرتفع من الركوع إلى القيام و يرفع يديه و يقول : "سمع الله لمن حمده" ، و يطمئن في الاعتدال و يقول : "ربنا لك الحمد ملء السماوات و ملء الارض و ملء ما بينهما و ملء ما شئت من شيء بعد". و لا يرفع يديه حين يسجد و يقنت في صلاة الصبح بعد القيام من الركعة الثانية بالدعاء الوارد في القنوت " اللهم اهدنا فيمن هديت و تولنا فيمن توليت و بارك اللهم لنا فيما أعطيت و قنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك سبحانه تقضي و لا يقضي عليك، فإنه لا يذل من واليت، و لا يعز من عاديت، تباركت ربنا و تعاليت، فلك الحمد على ما قضيت و لك الشكر على ما أنعمت به علينا و أوليت، و صلى الله على النبي محمد و اله و سلم". رواه أبو داود و النسائي و الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما

١٨ . ثم يهوى إلى السجود مكبرا، فيضع ركبتيه على الأرض و يضع جبهته وأنفه وكفيه مكشوفة، وينبغي أن يكون أول ما يقع منه على الأرض ركبتاه، ثم يضع بعد ذلك يديه على على الأرض حذاء منكبيه، و لا يفرج بين أصابعهما بل يضمهما و يضم الإبهام إليهما، و إن لم يضم الإبهام فلا بأس، و لا يفترش ذراعيه على الأرض كما يفترش الكلب فإنه منهي عنه، و أن يقول : "سبحان ربي الأعلى" ، ثلاثا، فإن زاد فحسن إلا أن يكون إماما، "لأن الإمام عليه التخفيف في الصلاة" ، ثم يرفع من السجود، فيطمئن جالسا معتدلا فيرفع رأسه مكبرا و يجلس على رجله اليسرى  وينصب قدمه اليمنى، و يضع يديه على فخذيه و الأصابع منشورة، و لا يتكلف ضمها و لا تفريجها و يقول : "رب اغفر لي و ارحمني وارزقني و اهدني و اجبرني و عافني واعف عني" ، ثم يأتي بالسجدة الثانية كذلك، "و يستحب له أن يجلس منها جلسة خفيفة للاستراحة، و ذلك بعد كل ركعة لا تشهد بعدها" ، ثم يقوم فيضع اليد على الأرض و لا يقدم إحدى رجليه فى حال الارتفاع، و يمد التكبير حتى يستغرق ما بين وسط ارتفاعه من القعود إلى وسط ارتفاعه إلى القيام، ثم يتشهد بعد الركعة الثانية التشهد الأول، و عليه أن يخفف فيه، و لا يزيد عليه شيئا، و يضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، و يشير بمسبحة يمناه وحدها عند قوله : "إلا الله" ، في الشهادة، أو يحرك أصبعه يمينا و شمالا إلى أن يفرغ من الصلاة، و يجلس في هذا التشهد على رجله اليسرى كما بين السجدتين، وعند القيام للركعة الثالثة بعد التشهد الأول يستحب له رفع اليدين عند التكبير للقيام، و في التشهد الأخير يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة الإبراهيمية، و يدعو بالدعاء المأثور، ثم يسلم عن يمينه بحيث يرى خده الأيمن من هو وراءه من الجانب الأيمن، و يلتفت شمالا كذالك، و ينوى بالسلام من على يمينه من الملائكة و المسلمين في التسليمة الأولى والثانية

١٩. هذه هي هيئة المصلى الخاشع في صلاته لربه، و الخشوع في الجوارح و الأعضاء، هو عنوان الخشوع في القلب، فإن الظاهر عنوان الباطن، و الباطن حقيقة الظاهر. و خشوع القلب إنما يكون بإخلاص النية و الوجهة لله عز و جل، فإذا كبر تكبيرة الإحرام حرم على قلبه أن يخطر عليه أحد غير الله

٢٠. كذلك من الخشوع في الصلاة أن يكون حاضر القلب مع الله، فيتدبر في معانى ما يقرأ و يسمع في صلاته، لقوله صلى الله عليه و سلم: "إن في الصلاة لشغلا". متفق عليه

٢١. و أن يكون مستحضرا لعظمة الله عز وجل و لكبريائه سبحانه و وقوفه يوم العرض عليه، و أنه يناجي ربه في صلاته، قال عليه الصلاة و السلام: " إذا كان أحدكم يصلى فإنه يناجي ربه، و الملك عن يمينه". رواه البخاري و أحمد

٢٢. و قال صلى الله عليه و سلم : "إذا صليت فصل صلاة مودع". أي مودع لهواه، مودع لعمره، سائر إلى مولاه

٢٣. و كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من أشد الناس خشوعا في صلاتهم، و مراقبة لربهم، فقد روي عن سيدنا علي كرم الله وجهه أنه كان إذا حضرت الصلاة تزلزل و تلون وجهه، فقيل له مالك يا أمير المؤمنين فيقول : جاء وقت أمانة عرضها الله على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملتها

٢٤. و كان سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يشم له في الصلاة رائحة كريهة الكبد المشوية، و كل هذا تأسيا بالحبيب الأعظم و النبي الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم الذى كان يصلي و لجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء

٢٥. و قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدثنا و نحدثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا و لم نعرفه. أورده الإمام أبو حامد الغزالى في الإحياء